السبت، 3 سبتمبر 2011

ما الذي يحدث ؟

بينما كانت السفينة تبحر بسلام في بحر هادئ نشب عراك بين ركابها و ربابنتها , الركاب يتهمون الربابنة بالإهمال والفساد و اللامسؤولية وعدم الاهتمام بسلامة الرحلة وتقديم لفضل الخدمات لهم .

صب الركاب جام غضبهم على القبطان , و تنبه البحارة إلى الخطر القادم أيقنوا أن القبطان لن يرحمهم فأفعالهم هي التي صبت الزيت على النار و استثارت الركاب ضده بعد أن كانوا جميعا يهتفون باسمه ولن يرحمهم الركاب فالفطن والمطلع منهم يعلم أن البحارة حاشية فاسدة لاذمه لها و هي أول من يجب القصاص منه , والعوام منهم يرون أن الحاشية هي أداة القبطان للفساد.

تنادى البحارة النجاة النجاة قفز بعضهم إلى الماء طلباً للنجاة وهم يتصايحون اقفزوا أيها الركاب نأخذكم إلى شاطئ الأمان فالسفينة ستغرق , فاستقبلهم قراصنة كانوا يتحينون فرصة الحصول على دليل ومطية لغنيمة ثمينه , ونزل البعض الأخر إلى قبو المؤن ليقتسموا ما تبقي فيه قبل صعود القراصنة , و نبهت الجلبة على ظهر السفينة الأقراش في الأعماق فطفت إلى السطح ترقب وليمة تبدو أنها فاخرة وحامت اللقالق في السماء ترقب المتعاركون والمتربصون وهي على يقين أن لها نصيب يستحق العناء.

تعالى الصياح والصراخ على ظهر السفينة فأيقظ رجل كان ينام في زاوية هادئة ليستريح من عناء يوم طويل من العمل تفقد فيه الأشرعة والصواري والمجاديف وقوارب النجاة وكل ما يلزم لحالات الطوارئ .

جلس برهة يدقق السمع ويركز انتباهه يحاول فهم ما الذي يحدث غير أنه لعلو الأصوات وتداخلها وشدة الضوضاء لم يتمكن من فهم الموقف.

- تساءل في نفسه ما الذي يحدث ؟

قبل أن ينام لم تكن هناك نذراً لعاصفة ماء وإلا ما كان يسمح لنفسه بالنوم .

ما الذي يحدث ؟

لم تصطدم السفينة بشي في الماء وإلا كان أيقضه الاهتزاز لا أصوات العراك .

ما الذي يحدث ؟

السفينة لا يهددها هجوم وشيك وإلا لكان من أوائل من يستنفرهم القبطان للدفاع عن السفينة فذاك هو صميم عمله .

ما الذي يحدث ؟

ركز السمع لعلة يلتقط كلمات متناثرة من كل هذا الهرج يكون منها جملة تفك له طلاسم ما يحدث.

قرعت أذنه كلمة احتفظ بها و مد طيف سمعه ليلتقط أخرى فطرقت أذنه الأخرى ذات الكلمة مرة أخرى , علق عينية يحلل الكلمة فإذا بورقة تتطاير مكتوب عليها ذات الكلمة ((( إرحل ))) .

ظن أنه سيجد إجابة لسؤاله فوجد نفسه أمام أسئلة - ارحل - من القائل ومن المقصود وما المناسبة وإلى أين الرحيل ولماذا ؟

توقف عن التخمين وقرر أن يلقى نظرة فليس من سمع كمن رأى انتصب واقفاً وسار بضع خطوات فإذا بالفوضى تعم السفينة , المقبلون كثر والمدبرون أكثر السلالم تحج بالبشر والباحات لا مكان فيها لشخص واحد إضافي الأبواب و الممرات والمنافذ ينحشر فيها الناس حشراً الأماكن التي لم يكن يسمح بالتواجد فيها لغير العاملين يقتحمها اي كان كيفما شاء حتى مقصورات البحارة والملاحين وردهات كبار القوم يرتادها بسطاء القوم وما يضع العقل بالكف ان الركاب يتسلقون الصواري ويتعلقون لنزلوا الرايات المعرفة بالسفينه ولكن لماذا؟

و الأمر وأدهى أن مخازن ومخابئ مخصصة للأسلحة ومعدات الدفاع عن السفينة ضد القراصنة وتجهيزات ضبط الخارجين عن القانون وردع المارقين , يقتحمها أناس يبدو عليهم الثورة و الهياج وعدم الانضباط والحراس يهيمون مع الهائمين .

ما الذي يحدث؟

كلاً هام في اتجاه والكل يصيح ويسب ويشتم ,يهدد ويتوعد ويلوح بقبضته في الهواء ويقول كلام لم يسبق له أن يقال علناً

بينما هو يراقب الموقف لعلة يفهم مالذي يحدث مر به أحدهم وهو يصيح:يسقط النظام .

سأله :أي نظام ؟

أجابه: لا أدري .

وأكمل طريقه وهو يصيح:يسقط النظام.

استدار إلى الناحية الأخرى لعله يجد من يجيبه أي نظام.

لم يكمل استدارته حتى دوى طلق ناري أخترق صدره , لا يعرف من أطلقة؟ و لماذا أطلقة؟ وهل كان يقصده؟

مد يده إلى ظهره فإذا بها مخضبة بالدم , وضع الأخرى على صدره فرآها كما لم يسبق له أن رآها .

خر أرضاً..

.. نطق بالشهادتين.

نزف قلبه حتى خلا إلا من أمنية

أن يعرف ما الذي يحدث؟

الأحد الموافق27/02/2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق