الأحد، 10 فبراير 2013

في عيدها الثاني لا بد من وقفة


تُتم قريباً انتفاضة  السابع عشر من فبراير حولين كاملين منذ ميلادها في العام 2011, و إذا ما أخذنا أشهر العُسرة الثمانية من عمرها على أنها مرحلة ما قبل سِن الرشد و التكليف, فانه في ذكرى الميلاد حرياً بنا التوقف لتقييم العام و ألأشهر ألأربعة منذ بلوغها الحلم يوم رفع العلم .
و هكذا يفعل الطامحون للنجاح والتقدم, و المسرون على تحقيق الأفضل .
صحيح أن التقييم والمراجعة عادةً يبدأ بمقارنة  المنجز بخطة العمل المعتمدة عند الانطلاق, و التحقق من مدى تحقق الأهداف التي انقضى أجلها و قياس المسافة من بلوغ الهدف الأسمى.
غير ان فبراير لم توضع لها خطة مسبقة, و لا خريطة  تكون لها مرجعاً, و لم تحرر بعد التحرر وثيقة تحدد ماهيتها و تثبت و تثبّت مشروعيتها, و تقولب أهدافها وغاياتها, و تضبط إيقاع ما بعدها.
و كما كانت ليبيا قبل فبراير لا توثيق و لا مراجع لها, غير القليل الذي يرشح من هنا و هناك و تلوكه الألسن لتختلط الحقيقة بمزيج من الكذب و الإشاعات و يتفلسف فيه المتفلسفون حتى ينتهي شيء أخر غير الذي رشح, كذلك هي بعد فبراير.
فرغم الخسائر الفادحة والمهولة في الأرواح والممتلكات و الأموال بل و في القيم و الأخلاق و الثوابت الوطنية و القومية و لن أبالغ إن قلت والدينية, لكنك لن تجد مرجع واحد دقيق و موثوق يحصر و يبين أياً من تلك الخسائر. فالليبيين وحدهم دون العالمين الذين لم يحصوا ويوثقوا قتلاهم أثناء ولا بعيد انتهاء المعركة.
صحيح أنه عُد فيما بعد من أُضفي عليهم لقب شهداء, و لكن ليبيين أخرين كُثُر ماتوا قتلاً في المعركة, و لكن في فبراير لا بواكي لهم, وهذا اخفاق لها .

و في العقل الجمعي للمجتمع الليبي من بين ما يبرر قيام فبراير, الفساد المالي و الإداري و السياسي المنتشر بشكل رهيب يهدد بل أضر كثيرا و كثيرا جد بالوطن والمواطن, و القضاء عليه هدف من أهداف فبراير, ولكن وهي تدخل عامها الثالث مازالت منظمات عالمية والشارع الليبي والساسة الجدد أنفسهم, جميعاً يقرّون أن الفساد على أشدة وربما تضاعف على ما كان عليه قبلها, و بذا يثبُت إخفاق.
أما الممتلكات العامة من عقارات و شركات فيكفيك أن تتجول في أي من المدن الليبية شئت, وتعد كم ملك عاماً كتبت عليه عبارة (ملك مقدس), وكم من رصيف مشاة مَنع المشي فيه كشكاً للخرداوات و السجائر و السموم القاتلات, و كم من ارض عامة سُيجت وغُرست نخيلاً مُبلحاً.
ناهيك عن عشرات آلاف الأملاك الخاصة التي فر أصحابها أو هُجّروا ظلماً, أو قتّلوا ثأراً, و استبيحت في وضح النهار بغير وجه حق و ثبتت قانونيا ً لمستبيحها, و هذا إخفاق.
أما القيم و الأخلاق, فما حدثت عند العرب أن بسقت مسئولةً رسميه في وجه رئيسها إلا بهدها. وهذا إخفاق.
فبراير قامت ضد حكم الدكتاتور الممجد والطأطأة المخزية في حظرته.
 و بالفعل كسرت جدار الرعب الذي حجر الناس طويلاً في قوقعة لا يلجها النور, فلم يعد أياً له القداسة و المجد, و لم يعد حتى الأقطع و الأبتر و الأعور يهاب ركل باب السلطان و أمره بافتراش الأرض و إلا.!! و هذا نجاحاً و نصراً مؤزر.
فبراير جاءت ليختار الناس خدمهم المناسبين بحق  لا دجلاً, وبالفعل كان.
 و أياً كانت مخرجات تجربتهم الأولى, لكنهم فعلوها على اصولها و حتى المتمرسين على فعل ذلك شهدوا أن ليبيا فعلته باحتراف ومن أول مرة, وهذه لفبراير نجاح.
وأياً كان ما وصلت إليه ليبيا بعد نقلتها النوعية من النقيض إلى نقيضه, زمهما تعالا الصراخ  و مهما كانت خطواتها بطيئة و متعثرة فإن الوليد يصرخ كثيراً و يتعلم الحبو رويداً ثم يخطوا فيتعثر حتى تدمي جبهته ثم تصطليه الأيام قبل أن يجيد أبجديات الأشياء.
عاشت فبراير والمجد للشهداء والرحمة على من لا بواكي لهم.

السبت، 26 يناير 2013

البلسم الذي اطال عمر حقبة سبتمبر في ليبيا كل تلك المدة هو نظرية ( إن لم تكن معي فأنت ضدي , و كونك ضدي يجب أن تموت) وللمفارقة هو ذات الفيروس الذي عجل بخفوت بريق ثورة فبراير

فبرايريات


يحكا أن حجا ضاق ذرعاً بعبث الاطفال معه , فقال لهم كاذباً أن شيخ الحي يوزع حلوى لذيذة خلف الجبل , فانطلق الاطفال ليصيبوا الحلوى و تركوه , لم يجدوا الاطفال شيخاً ولا حلوى و انشغلوا باللعب خلف الجبل , ولما لم يرجعوا صدق جحا كذبته وانطلق ورائهم ليتحصل على حلوى فوجدهميلعبون وانقظوا عليه خلف الجبل .
في مرحلة الثورة دارت حملة اعلامية قوية عبر عديد الاذاعات ساعدتنا في زيادة الضغط على زمرة سبتمبر وتشتيت تركيزهم ما سهل وعجل بصرعهم , كما ظهرت مفاهيم و مصطلحات تمسكنا بها و رددناها كثيرا ضاغطين بتينيها على تلك الزمرة وبالفعل آتت اكلها .
الان من السذاجة و العيب أن نضل متمسكين بتلك المفاهيم والمصطلحات و نستشهد ببعض ما كان يفبركه الاعلام ونحن نعلم جيدا ان تبني تلك المفاهيم و الضجيج الاعلامي يومها لم يكن إلا سلاح في إطار الحرب الاعلامية اجدنا استخدامه في وجة الطغاة و في مواجهت آلتهم الاعلامية التي كانت تنافق بالعزف على أوتار لايمكن مقاومتها إلا بالعناد.
و بالمثل قبلنا التعامل مع شخصيات و جهات اجنبية و ليبية نعدها في قرارة انفسنا وندرك جيداً انها شراً مستطير و هي سخرت نفسها خدمة لمصالحها و اغتناماً للحظة ضعف وانتهازاً لفرصة قد لا يعيد التاريخ اتاحتها مرة أخرى للظفر بوليمة رأت أنها تستحق العناء كما انها وجدته وقتاً مناسبا لتصفية حسابات قديمة مع خصمها اللدود والتي بات خصماً لنا أيضاً و ليس لسواد عيوننا , و نحن ساعتها لم نجد حرجاً في استخدامها كمعاول لهدم ذلك الصنم العتيد ولم نكن على خطاء فمبدأ فبراير انذان هو الاطاحة بالصنم مهما كلف الثمن , ولكن الخطاء هو أن نتناسى قناعاتنا الاصيلة و الصحيحة حتماً ونتحول و نحول الوطن فعلاً إلى لقمة سائغة لتلك الاقراش الشرسة .
و كذلك بمقتضى حالت الثورة على واقع مر , استنبطنا شعارات مخالفة لتلك التي كان يتغنى بها المثار عليهم رغم صحتها وقفزنا على ثوابت و قيم وطنية  نبيلة نكاية بخصم طالما رددها نفاقاً , وقصدنا بذلك التسريع بأفوله .
أما وقد أفل من العار أن نستمر في حمل شعارت اقتضتها مرحلة , و نترك شعارات أصح وأجمل أو نقبل التخلي النهائي عن تلك القيم النبيلة التي بدونها علينا أن نفتش عن مكاناً أخر لنعيش فيه فتلك القيم من هذه الارض.

الجيش الليبي


اقتحام العسكريين لمقر المؤتمر الوطني وحدة سبب كافي لإقالة رئيس الاركان المتشبث بالكرسي و المُتَشبّث به كحارس للأجندة الغبيثة.
 اصدر رئيس الاركان اليوم تحذيراً للجيش من المشاركة في الإعداد لأي تجمع مذكراً اياهم بالمادة (( 69 )) من قانون العقوبات العسكرية والذي ينص على السجن مدة لا تزيد عن خمس سنوات كل من جمع عددا من العسكريين بقصد رفع الشكاوي او المناقشة او التباحث في اي أمر يتعلق بالجيش الليبي او النظم العسكرية ولم تكن له صفة تخوِله ذلك .
 ونسي أن الصناديد قد القوا بقانون العقوبات الذي استند إليه و بمن أصدره في المزبلة , و أنه لو كان العمل بذلك القانون سارياً لكان أول من سيحاكم بتهمة الخيانة العظمى و رأساً بالرصاص.
 و ما دعى صفيق الاركان لإصدار تحذيره هو تجمهر عديد العسكريين في اماكن عدة مطالبين بتنحيته لفقدانه ثقة العسكريين وهو أمر مبرر و كونه ضابط فاشل وهذا أمراَ منطقياً بالنظر لسيرته العسكرية وكونه غير مؤهل ولا صالح لرئاسة الاركان العامة وهذ امر لا خلاف عليه .
 هو (فاقد لثقة العسكريين) بسبب تلك الانتقادات و التهم التي نسبها له عديد من المسؤولين رفيعي المستوى من بينهم (اسامة الجويلي وزير الدفاع في الحكومة الانتقالية ) و (العقيد أحمد باني الناطق العسكري باسم المجلس الوطني الانتقالي) وتلك التصريحات و التهم لم يقم المنقوش بالرد عليها لا بصفة خاصة و لا في معرض اللقاءت المتلفزة التي أجريت معه ولم تقم رئاسة الاركان و لا مكتبها الاعلامي باصدار بيان يوضح فيه موقفها من ذلك , ما يجعل العسكريين ينظرون له بعين الريبه وفقدان الثقة به كقائد لهم .
 هو (ضابط فاشل) لما عرف عنه في منطقة البريقة ابان الثورة من خوض مغامرة خاسرة مئة بالمئة وفق المعطيات الميدانية و الخسائر المتوقعة بل والاكيدة و رغم التحذيرات و اعتراض ضباط أخرين على القيام بها و لكنه فعل و انتهت بتخليه عن سلاحة و جنودة في أرض المعركة و استسلامه للعدو و قبوله الاسر مقابل سلامته الشخصية و أي فشل أكثر من زج الضابط بجنودة في المحرقة الاكيدة و التخلي عنهم في ميدان القتال وإيثار السلامة على التضحية .
 و في منطق العسكر إذا ما وقع العسكري في الاسر يستغنى عن خدماته ويسرح من الخدمة العسكرية كون الاسر يفقد الشرف العسكري الذي يتحلى و يعتز به العسكر فكيف نطلب من الجيش الليبي أن يقودة عسكري بلا شرف؟
 و هو (غير صالح لقيادة الاركان) كونه لا يملك أي سيطرة على أركان الجيش و لا دراية بكيفية سيرها و تسييرها رغم ما يزيد عن سنتين من توليه رئاستها و خير الادلة موجة الاغتيالات لضباط الجيش خاصة في المنطقة الشرقية دون أن يحرك ساكناً , و فضيحة عدم نزاهة و وطنية رئيس اركان القوات الجوية بعد ما يزيد عن ثمانية عشر شهراً قضاها في المنصب الله وحده يعلم كم ارتكب فيها من مصيبه , و كتائب المليشيات التي ضمها جماعات إلى رئاسة الاركان رغم خلفياتها القبلية و المناطقية و العقائدية وعدم صلاحية بعض أفرادها بالمطلق للخدمة العسكرية , و عبثية خطة الايفاد في دورات التي ينتهجها و تصرف عليها الملايين دون الحاجة إليها و لا إمكانية الاستفادة منها و ما خفي كان أعظم بالاضافة إلى ما يحوم حول تلك الايفادات و تعاقدات التوريد و الصيانة و الانشاء و وتفاهمات التعاون العسكري من شبهات و تساؤلات لاجواب لها.
هذا علاوة على التهمة التقليدية التي يوجهها له الشارع كل يوم (الفشل في اعادة تفعيل الجيش)
صحيح انه ان من مدمرات الجيوش قلب هرم السلطة , و من البدع العسكرية أن يعين المرؤوسين رئيسهم ولكم إذا ما ثبت اضرار كائناً من كان بالمصلحة الوطنية فلا حرج من خرق قوانين الدنيا كلها وقلبها رأساً على عقب , فالوطن أكبر من الجميع وأرفع من كل المناصب و الرتب .
 أن ما أورد ليبيا المهالك , هو التمسك بالفاشلين والجهله في مناصب قيادية و قيادة الصعاليك و الدمى والمسوخ من طراز المنقوش للمؤسسة العسكرية .
 هذا الصنف من القادة الفاشلين هو و حدة ما البس المؤسسة العسكرية الليبية ثوب العار وجعل منها أضحوكة بين المؤسستين العسكريتين المهيبتين بالدولتين المجاورتين لليبيا (تونس و مصر) يوم خالفت العرف وارتكبت الخطيئة الكبرى باطلاق الرصاص الحي على ابناء الوطن و أطلقت الصواريخ العمياء على المدن الليبية الاهلة بالسكان و زرعت حقول الالغام في مزارعهم و مراعي مواشيهم.
 كلا يا منقوش العسكريون بطبيعتهم منساقسين للتعليمات و الاوامر وقد تمارس عليهم سلطتك و لكن لن نسمح لك بالاستفراد بهم و كما ذكرتهم بالقوانين البالية نذكرك بتاريخ قريب إن الذين أرسلوا قائدك السابق المهزوم ليسوا عسكر ولكنهم أفذاذ خرجوا له من حيث لا يحتسب و لك سيخرجون على حين غرة فسلم كما سلمت ذات مرة.

الأربعاء، 23 يناير 2013

في ذكرى مولده صلى الله عليه و سلم

قصيدة قدر حبه ولا مفر للقلوب
للشاعر الجزائري محمد جربوعة


طبشورةٌ صغيرةٌ
ينفخها غلامْ
يكتب في سبورةٍ:
"الله والرسول والإسلامْ"

يحبه الغلاْم
وتهمس الشفاه في حرارةٍ
تحرقها الدموع في تشهّد السلامْ

تحبه الصفوف في صلاتها
يحبه المؤتم في ماليزيا
وفي جوار البيت في مكّتهِ
يحبه الإمامْ

تحبه صبيةٌ
تنضّد العقيق في أفريقيا
يحبه مزارع يحفر في نخلته (محمدٌ)
في شاطئ الفرات في ابتسامْ

تحبه فلاحة ملامح الصعيد في سحنتها
تَذْكره وهي تذرّ قمحها
لتطعم الحمامْ

يحبه مولّهٌ
على جبال الألب والأنديزفي زقْروسَ
في جليد القطبِ في تجمّد العظامْ
يذكره مستقبِلا
تخرج من شفافه الحروف في بخارها
تختال في تكبيرة الإحرامْ

تحبه صغيرة من القوقازِ
في عيونها الزرقاء مثل بركةٍ
يسرح في ضفافها اليمامْ

يحبه مشرّد مُسترجعٌ
ينظر من خيمتهِ
لبائس الخيامْ

تحبه أرملة تبلل الرغيف من دموعها
في ليلة الصيامْ

تحبه تلميذة (شطّورةٌ) في (عين أزال) عندنا
تكتب في دفترها:
"إلا الرسول أحمدا
وصحبه الكرامْ"
وتسأل الدمية في أحضانها:
تهوينهُ ؟
تهزها من رأسها لكي تقول:إي نعمْ
وبعدها تنامْ

يحبه الحمام في قبابهِ
يطير في ارتفاعة الأذان في أسرابهِ
ليدهش الأنظارْ

تحبه منابر حطّمها الغزاة في آهاتها
في بصرة العراقِ
أو في غروزَني
أو غزةِ الحصارْ

يحبّهُ من عبَدَ الأحجارَ في ضلالهِ
وبعدها كسّرها وعلق الفؤوس في رقابهاَ
وخلفه استدارْ
لعالم الأنوارْ
يحبه لأنّه أخرجه من معبد الأحجارْ
لمسجد القهارْ

يحبّه من يكثر الأسفارْ
يراه في تكسر الأهوار والأمواج في البحار
يراه في أجوائه مهيمنا
فيرسل العيون في اندهاشها
ويرسل الشفاه في همساتها:
"الله يا قهار!"

وشاعر يحبّهُ
يعصره في ليله الإلهامُ في رهبتهِ
فتشرق العيون والشفاه بالأنوارْ
فتولد الأشعارْ
ضوئيةَ العيون في مديحهِ
من عسجدٍ حروفها
ونقط الحروف في جمالها
كأنها أقمارْ

يحبه في غربة الأوطان في ضياعها الثوارْ
يستخرجون سيفهُ من غمدهِ
لينصروا الضعيفَ في ارتجافهِ
ويقطعوا الأسلاك في دوائر الحصارْ

تحبه صبية تذهب في صويحباتها
لتملأ الجرارْ
تقول في حيائها
"أنقذنا من وأدنا"
وتمسح الدموع بالخمارْ

تحبه نفسٌ هنا منفوسةٌ
تحفر في زنزانةٍ
بحرقة الأظفارْ:
"محمدٌ لم يأتِ بالسجون للأحرارْ.."
تنكسر الأظفار في نقوشها
ويخجل الجدارْ

تحبه قبائلٌ
كانت هنا ظلالها
تدور حول النارْ
ترقص في طبولها وبينها
كؤوسها برغوة تدارْ
قلائد العظام في رقابها
والمعبد الصخريُّ في بخورهِ
همهمة الأحبارْ
تحبه لأنهُ
أخرجها من ليلها
لروعة النهارْ

تحبه الصحراء في رمالها
ما كانت الصحراءُ في مضارب الأعرابِ في سباسب القفارْ ؟
ما كانت الصحراء في أولها ؟
هل غير لاتٍ وهوى
والغدرِ بالجوارْ ؟
هل غير سيفٍ جائرٍ
وغارةٍ وثارْ ؟

تحبه القلوبُ في نبضاتها
ما كانت القلوب في أهوائها من قبلهِ ؟
ليلى وهندا والتي (.....)
مهتوكة الأستارْ
وقربة الخمور في تمايلِ الخمّارْ ؟!

تحبه الزهور والنجوم والأفعال والأسماء والإعرابُ
والسطور والأقلام والأفكارْ
يحبه الجوريّ والنسرين والنوارْ
يحبه النخيل والصفصاف والعرعارْ
يحبهُ الهواء والخريف والرماد والتراب والغبارْ
تحبه البهائم العجماء في رحمتهِ
يحبه الكفارْ
لكنهم يكابرون حبهُ
ويدفنون الحب في جوانح الأسرارْ

تحبهُ
يحبه
نحبه
لأننا نستنشق الهواء من أنفاسهِ
ودورة الدماء في عروقنا
من قلبه الكبير في عروقنا تُدارْ
نحبهُ
لأنه الهواء والأنفاس والنبضات والعيون والأرواح والأعمارْ
نحبه لأنه بجملة بسيطة:
من أروع الأقدار في حياتنا
من أروع الأقدارْ
ونحن في إسلامنا عقيدة
نسلّم القلوب للأقدارْ