بعد تحليل سريع لمتعلقات ما بات يعرف بقضية بني
وليد شمل :
- استعراض ما يزيد عن 28 تصريح لشخصيات رسمية
في البلاد
- الاستماع المباشر لأحد عشر شاهد عيان لأحداث
متفرقة ذات علاقة بالقضية بما فيها كواليس
المؤتمر الوطني.
- معاينة أربع وثائق رسمية بالخصوص .
- تدقيق أكثر من خمسة عشر مقطع فيديو متعلق
بالقضية
- الاستماع لأكثر من ثلاثين تسجيل صوتي .
- تفحص وتحقيق صحة أكثر من 50 صورة فوتوغرافيه من
مواقع مختلفة .
- فحص و تقييم الخطاب الإعلامي لتسعة قنوات إعلامية
ليبية .
- مراجعه سريعة لتاريخ العلاقة بين المنطقتين .
إلقاء نظرة عامة على المشهد الليبي وتفاعلاته والرأي
العام .
بعد كل ذلك ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن
القضية قبلية مناطقية بحتة استغلت فيها الكينونة الرسمية للدولة و القانون بشكل
غير سوي وبنية مبيته لأغراض غير شريفة .
مشعل القضية ومذكي نارها :
-
شلة متعصبة قبلياً و مناطقياً
وذات أجندة خفية وبعيدة المدى يدعمها حفنة من المتملقين والنفعيين الطامعين في
مواقع ومناطق مختلفة .
-
العنصر الأجنبي في إطار
الاستفادة القصوى من تبدل الأوضاع في ليبيا وتثبيت موطئ القدم في المشهد الليبي.
-
عناصر ليبيه في الخارج
قصد الثأر و التخفيف من وطأة الهزيمة في مهرجان جنون الرصاص.
وقد تبين من التحليل :
أن
منطقتي مصراتة وبني وليد وقعتا ضحية ثالوث الشر ( الشلة المتعصبة , شلة المهزومين ,
العنصر الاجني ) حيث استغلت مدينة مصراتة استغلالا سيئ واستغلت صفتها الاعتبارية
في ثورة فبراير و مشاعر أهلها الجياشة ونزعت الغضب فيهم على كل ما يمت للقذافي (ساء
ذكره) بصلة و لو كان وهماً , و تقديسهم لدماء شهداءهم الذين قضوا في محاربته.
كما استغلت الحمية البدوية
و حالة الإحباط لدي أهالي بني وليد الذين وجدوا أنفسهم يتعرضون لهجوم وغزوا داخلي
خارجي بحجة الولاء للقذافي (ساء ذكره) مع
أنهم يؤمنون في قرارة أنفسهم بأنهم ليسوا كذلك ويعتبرون أنفسهم أكثر و اسبق عداء له
ولكن سرقت منهم هذه الصفة ولم يسعفهم الوقت لاستعادتها أو تحقيقها .
كما استغل وبشكل جيد التنافس التقليدي بين مصراتة
و بني وليدي على الزعامة والذي لم يهدأ يوما حتى في عهد القذافي (ساء ذكره) غير
أنه كان عبارة عن حرباً باردة حققت بني وليد فيها الزعامة السياسية و مصراتة
الزعامة الاقتصادية .
- المجتمع الليبي بشكل عام منزعج من هذا الصراع
الذي طفى إلى السطح ويعتبره عقبة في طريق بناء ليبيا الجدية وينأى عن الانحياز لأي
من الطرفين بغض النظر عن إحقاق الحق , طمعاً في سرعة إخماد النار و تقليل الخسائر على
المستوى الوطني.
الربح والخاسرة :
- ما من رابح حقيقي في الصراع إذ ستنتهي القضية
بتعزيز بني وليد لمكانتها الاجتماعية إلى حد ماء , غير أنها لن تتكمن من استرداد
زعامتها السياسية في المدى القصير على الأقل رغم أنها ستجتهد في استثمار ما سيلحق بها من أضرار
مادية وخسائر بشرية ولكن ستخضع لمراقبة وحصار مشدد من الأوساط الرسمية وتميل هي
للتكتيك الهادئ.
- ستخسر مصراتة زعامتها الاقتصادية وستبدأ مكاسبها
السياسية والاجتماعية التي أنجزتها بعيد ثورة فبراير في التآكل و تحشر في الزاوية من كافة الأوساط غير أنها لن
تتوقف عن الشغب وإثارة القلاقل ممتطاة من - وممتطية - آخرين .
- المتملقين و النفعيين داخليين وخارجين
سينسحبون للعب في ميادين أخرى تتحقق فيها مصالحهم .
- أكبر الخاسرين هي ليبيا مع أن كسر شوكة
مصراتة التي بدأت تدمي الجسد الليبي هو مكسب وطني ولكن ولكنه غير مجدي قياساً
بالخسارة الوطنية التي منيت أو ستمنى بها ليبيا جراء القضية .
..حفظ الله ليبيا فهي القضية..