السبت، 26 يناير 2013

فبرايريات


يحكا أن حجا ضاق ذرعاً بعبث الاطفال معه , فقال لهم كاذباً أن شيخ الحي يوزع حلوى لذيذة خلف الجبل , فانطلق الاطفال ليصيبوا الحلوى و تركوه , لم يجدوا الاطفال شيخاً ولا حلوى و انشغلوا باللعب خلف الجبل , ولما لم يرجعوا صدق جحا كذبته وانطلق ورائهم ليتحصل على حلوى فوجدهميلعبون وانقظوا عليه خلف الجبل .
في مرحلة الثورة دارت حملة اعلامية قوية عبر عديد الاذاعات ساعدتنا في زيادة الضغط على زمرة سبتمبر وتشتيت تركيزهم ما سهل وعجل بصرعهم , كما ظهرت مفاهيم و مصطلحات تمسكنا بها و رددناها كثيرا ضاغطين بتينيها على تلك الزمرة وبالفعل آتت اكلها .
الان من السذاجة و العيب أن نضل متمسكين بتلك المفاهيم والمصطلحات و نستشهد ببعض ما كان يفبركه الاعلام ونحن نعلم جيدا ان تبني تلك المفاهيم و الضجيج الاعلامي يومها لم يكن إلا سلاح في إطار الحرب الاعلامية اجدنا استخدامه في وجة الطغاة و في مواجهت آلتهم الاعلامية التي كانت تنافق بالعزف على أوتار لايمكن مقاومتها إلا بالعناد.
و بالمثل قبلنا التعامل مع شخصيات و جهات اجنبية و ليبية نعدها في قرارة انفسنا وندرك جيداً انها شراً مستطير و هي سخرت نفسها خدمة لمصالحها و اغتناماً للحظة ضعف وانتهازاً لفرصة قد لا يعيد التاريخ اتاحتها مرة أخرى للظفر بوليمة رأت أنها تستحق العناء كما انها وجدته وقتاً مناسبا لتصفية حسابات قديمة مع خصمها اللدود والتي بات خصماً لنا أيضاً و ليس لسواد عيوننا , و نحن ساعتها لم نجد حرجاً في استخدامها كمعاول لهدم ذلك الصنم العتيد ولم نكن على خطاء فمبدأ فبراير انذان هو الاطاحة بالصنم مهما كلف الثمن , ولكن الخطاء هو أن نتناسى قناعاتنا الاصيلة و الصحيحة حتماً ونتحول و نحول الوطن فعلاً إلى لقمة سائغة لتلك الاقراش الشرسة .
و كذلك بمقتضى حالت الثورة على واقع مر , استنبطنا شعارات مخالفة لتلك التي كان يتغنى بها المثار عليهم رغم صحتها وقفزنا على ثوابت و قيم وطنية  نبيلة نكاية بخصم طالما رددها نفاقاً , وقصدنا بذلك التسريع بأفوله .
أما وقد أفل من العار أن نستمر في حمل شعارت اقتضتها مرحلة , و نترك شعارات أصح وأجمل أو نقبل التخلي النهائي عن تلك القيم النبيلة التي بدونها علينا أن نفتش عن مكاناً أخر لنعيش فيه فتلك القيم من هذه الارض.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق